السبت، 5 سبتمبر 2009

عبدالرحمن حسن سعد

الحائط
إهداء إلى روح أمي في عيد الأم
كان الحائط يفصل بيننا، دائماً ما أحاول ان أتسلقه، فأسقط. ذات يوم قلت لأمي: يا ماما إحمليني على ظهرك قرب الحائط، أجابتني بابتسامة تشفّ عن معرفتها قصدي، فلم تكترث لي ثانيةً. كنت أسمع صوتها بالجانب الآخر كنا أطفالاً، كنت فقط أريد أن أنظر إليها كما كنت سابقاً، من الذي أمر بتعلية الحائط؟ يبدو أنه أبوها، ذاك الرجل الضخم الجثة، كثير الكلام، قليل الهمة، عرفت ذلك عندما كبرت، تم نقل وجدان من روضتنا بعد تلك المشاجرة الصغيرة معي. حيث تعمدتُ أن أسقطها عندما كنا نلهو بالكرة، كانت دائماً بعيدة عني، كانت تميل لخالد، ذلك الصبي الوسيم الأنيق، بينما أنا لا أصلح الإ أن أكون عاشقاً لها، في ذلك اليوم جاءت حاجة/ آمنة والدتها، ذات اللسان الطويل الغليظ، أوضحت لأمي المسكينة فشلها في تربيتي، ولأنني طفلها الوحيد بعد عدة عمليات إجهاض، كان الاحتفاء بي، كنت أعلم أن لي وضعاً معتبراً في البيت، ولكن أيضاً بحيث لا يتجاوز المعقول، نادتني أمي بعد ذهاب حاجة/ آمنة تستوضحني، فأنكرتُ وتعللتُ بأني لم أقصد إيقاعها، ولكن عيوني كانت تقول كلاماً آخر هو ما أوقعني في فخ الكذب، لم تضربني، بل قالت لي: تاني ما تعمل كده يا أحمد، مفهوم؟.
طرتُ فرحاً: مفهوم، مفهوم ـ يا أمي الحبيبة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق